قصة عيش المحموص
هذا الطبق المشهور الذي يتميز بلونه الغامق القريب إلى الاسود في بعض الاحيان، الذي يوزع الآن في اكثر المأتم والحسينيات في ايام عشرة محرم والاربعين و...، والذي بدأ من تاروت لينتشر إلى بقية المناطق الشيعية المجاورة، والاعجب فيه هو أن محموص الحسين الذي طبق خصيصاً إلى مأتم الامام الحسين يتميز بطعمه الفريد الرائع المختلف عن المحموص المصنوع في الايام العادية.
الكثير منا يتسأل عن سر هذا الطبق الذي قد أصبح رمز من رموز عاشوراء عندنا، البعض يقول اختيار هذا الطبق لعاشوراء كان بسبب لونه الغامق القريب إلى الاسود، ليتناسب مع الحزن ومع السواد المعبر عن الحزن في هذه الايام فحتى الطعام يمثل الحزن في ايام عشرة محرم، والبعض يقول لا بل السبب كذا وكذا ...، وبين تكاثر كلام بين الناس ضاع السبب الرئيسي لاختيار المحموص.
ترى ما قصة المحموص الحقيقة؟ الجواب هو عني
عندما سألت والدي منذ وقت بعيد هذا السؤال حصلت على الاجابة الصحيحة، يقول والدي أن في القديم كانت منطقة تاروت تتميز بالفقر وقلت الميسورين الحال فيها حيث لم يكن لهم موارد رزق تدر عليهم بالمال الوفير حيث الاعتماد كان على الصيد البحر وما شابه، ولم تكن لدى الناس مثل الآن برادات لتبريد الطعام ولحوم وما شابه، فكان من الصعب عليهم ايام عشرة محرم صنع العيش مع اللحم وقد كانوا لا يصتادون من البحر ايام العشرة، وطبعاً كان الكل يتعاون في الطبخ قديماً والاعتماد يكون على مائدة الحسين طوال العشرة، فمن الصعب عليهم ان يصنع عيش ابيض فقط للناس بدون شيء حيث اللحم كان غالي الثمن وكان القليل منهم من يأكل اللحم باستمرار، وبالمقابل وكان البصل رخيص الثمن ومتوفر بكثرة تلك الايام فكروا بهذا الطبخة التي هي غنية بنفسها وتأكل مع عدم وجود اللحوم أو أي شيء آخر معها، وظلت هذه العادة لحد الآن يتوارثها الاجيال وتنتشر بلا حدود باسم الحسين ، حيث حتى من يغترب من اهل تاروت وغيرها يطبخ المحموص في ايام العشرة ليعجب بها حتى الاجانب،و يوجد الآن من المحموص انواع مختلفة محموص لحم ودجاج وربيان وسمك وفاتح وغامق...
وهذه هي القصة عيش المحموص أو نقدر نطلق عليه اسم عيش الحسين .
منقول